القول فى الإستعاذة
==========
أشهر الصيغ الوارده فى السنة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ قبل قراءة الفاتحة في الصلاة . رواه أبو داود (775) وصححه الألباني
وقد اختلف العلماء في حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة فذهب بعضهم إلى الوجوب وذهب إليه عطاء والثوري والأوزاعي واختار هذا القول من المتأخرين الشيخ الألباني
وذهب آخرون إلى الاستحباب فقط وليس الوجوب ، وهو قول جماهير أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة أبي حنيفة والشافعي وأحمد
واستدل القائلون بالوجوب بقوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) النحل/98 ، قالوا : وفي الآية أمر بالاستعاذة
والقاعدة أن الأمر يفيد الوجوب ما لم تأت قرينة أي دليل آخر يدل على أن المقصود بالأمر الاستحباب
وأجاب الجمهور عن هذا الدليل بأنه قد جاءت بعض القرائن فصرفت الأمر عن الوجوب إلى الاستحباب ، وهذه القرائن هي
1ــ حديث المسيء صلاته : فقد عَلَّمَه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فقال له : ( إِذَا قُمتَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبِّر ثُمَّ اقرَأ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرآنِ ثُمَّ اركَع ..إلخ ) رواه البخاري ومسلم (397) ولم يذكر له الاستعاذة .
2ــ من ترك الإستعاذة ناسيا أو جاهلاً لم يكن عليه إعادة ولا سجود سهو وأن التعوذ مما لا يُفسِدُ الصلاةَ إن تركه
جاء فى الموسوعة الفقهية 6/4
احتج الجمهور بإن الأمر للندب وصرفة عن الوجوب إجماع السلف
وإختار القول بالإستحباب اللجنة الدائمة للإفتاء والشيخ ابن عثيمين
================
معنى الإستعاذة
اعوذ : استجير
الشيطان : المتمرد من الإنس والجن وقيل من الدواب أيضا قال تعالى ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ...) الأنعام 112
الرجيم : المرجوم وهو من الرجم بمعنى الرمي
والشيطان مرجوم إذ هو مرمي باللعن
(( المعنى: أستجير بالله من الشيطان الملعون المذموم أن يغويني ويضلّني ))
=============================
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
التعريف بسورة الفاتحة وأسمائها وفضلها وأهميتها
============================
ــ سورة الفاتحة مكية أُنزلت قبل هجرة الرسول من مكة ــ وهو قول أكثر العلماء
ــ لسورة الفاتحة أسماء كثيرة منها سورة الفاتحة أو السبع المثاني أو أم الكتاب والقرآن العظيم
ــ هي أعظم سورة في القرآن الكريم، لقول النبي محمد: «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»
ــ أجمع الجمهور على أن آيات سورة الفاتحة سبع آيات وذلك باتفاق القراء والمفسرين
ــ اشتملت السورة على أغراض عدة، تحدث عنها بعض المفسرين وهي: حمد الله تعالى وتمجيده، والثناء عليه بذكر أسمائه الحسني المستلزمة لصفاته العليّة، وتنزيهه عن جميع النقائص، وإثبات البعث والجزاء، وإفراده بالعبادة والاستعانة، والتوجه إليه بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والتضرع إليه بتثبيتهم على الصراط المستقيم، والإخبار عن قصص الأمم السابقين
ــ سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة إلا بها ؛ فروى البخاري ومسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .
ــ مع قصرها ـ تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .
ــ سورة الفاتحة متضمنة لأنفع الدعاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين)
ــ وبالجملة : فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين .
=================================
القول فى البسملة
أجمع العلماء على أن البسملة بعض آية من سورة النمل (30)
وأما سورة " براءة " : فليست البسملة آية منها إجماعاً
اختلف القراء والعلماء فيها أهي آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة. أم لا ؟
الصحيح أنها ليست منها، وأن أول سورة الفاتحة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيح أن الله سبحانه وتعالى قال: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل : فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي. وقال مرة: فوض إلي عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل.
وعلى هذا فتكون الفاتحة أولها الحمد لله رب العالمين
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الاستفتاح - يعني في الصلاة - : سُنَّة، البسملة: سُنَّة، التعوذ: سُنَّة، قول آمين: سُنَّة " انتهى من "الشرح الممتع" (3/ 330)
وإذا كانت البسملة سنة في الصلاة ليست بواجبة ، فهي سنة خارج الصلاة أيضا ، ليست بواجبة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" قراءة التسمية عند قراءة الفاتحة أو غيرها من السور سنة في الصلاة وخارجها، وليست واجبة، هذا هو الصواب " انتهى
فمن ترك البسملة فقراءته صحيحة ، سواء في الصلاة أو خارجها ، ولكنه تارك للسنة
==============================
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
قال ابن جرير : الحمد لله ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال : قولوا : الحمد لله
والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد ، وصنوفه لله تعالى
ومعنى (الْحَمْدُ لِلَّهِ) : الشكر خالصًا لله جل ثناؤه دون سائر ما يُعبد من دونه
قال ابن عباس: " الحمد لله ": هو الشكر لله، والاستخذاء لله، والإقرار بنعمته وهدايته
رب العالمين والرب هو : المالك المتصرف ، ويطلق في اللغة على السيد ، وعلى المتصرف للإصلاح ، وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى
ولا يستعمل الرب لغير الله ، بل بالإضافة تقول : رب الدار ، رب كذا ، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل
والرب هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء.
فما بهم من نعمة فمنه تعالى
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكمله لهم
وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب
فدل قوله { رَبِّ الْعَالَمِينَ } على انفراده بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار
=============================